يشهد عالمنا هذا ثورة تقنية هائلة بقيادة البلوكتشين، ويمكن اعتبار أن هذه التقنية هي بمثابة قلب العصر الرقمي الحديث....
فما هو البلوكتشين؟ وكيف يعمل؟ وما هي العلاقة بينه والعملات الرقمية؟
سنتعرف معاً عبر مقالنا هذا على أجوبة هذه الأسئلة تابع معنا.
ما هو البلوكتشين؟ وكيف يعمل؟
يمكن تعريف تقنية البلوكتشين بأنها نظام دفتر أستاذ موزع ولا مركزي يمكّن من حفظ سجلات المعاملات بالشكل الآمن والشفاف والمقاوم للتلاعب، وكل ذلك عبر شبكة من أجهزة الحواسيب.
ويشير المصطلح " البلوكتشين " إلى سلسلة من الكتل، بحيث تحوي كل كتلة على مجموعة من المعاملات.
أما عن كيفية عمل تقنية البلوكتشين فهي وفق التالي:
1- اللامركزية: كما نعلم أن قواعد البيانات التقليدية هي مركزية، وذلك يعني بأنها تابعة لكيان واحد، والبلوكتشين على عكس ذلك تماماً فهي لا مركزية وموزعة على شبكة من العقد ( أجهزة الكمبيوتر ).
وكل عقدة في الشبكة تحتوي على سلسلة من الكتل بأكملها، الأمر الذي يضمن التكرار والتخلص من نقطة فشل واحدة.
2- الكتل والمعاملات: يتم تجميع البيانات والمعلومات ضمن كتل، وكل كتلة تحوي على قائمة المعاملات، وعند وجود أي تحديث أو معامله جديدة، فإن ذلك يتم بثه على كافة العقد.
3- آلية الإجماع: إن العقد الموجودة في الشبكة تستخدم تقنية الإجماع ( على سبيل المثال إثبات الحصة، أو إثبات العمل ) لأجل الاتفاق على صحة المعاملات والترتيب الذي تتم عبره إضافتها على الـ blockchain .
4- التشفير: كل كتلة تحتوي على إشارة إلى الكتلة السابقة، الأمر الذي يؤدي إلى إنشاء سلسلة من الكتل، ويتم تأمين السلسلة عبر تجزئات التشفير.
5- الثبات: بمجرد أن تتم إضافة كتلة جديدة فإنها تعتبر غير قابلة للتغيير، والتغيير في الكتلة يتم فقط بإجماع أغلب العقد ضمن الشبكة، الأمر الذي يجعلها آمنة للغاية ويصعب التلاعب بها.
ما العلاقة بين البلوكتشين والعملات الرقمية؟
يتم استخدام تقنية البلوكتشين في أساس العملات الرقمية كالبيتكوين، ولكنها تملك الإمكانات الهائلة التي تتجاوز نطاق العملات الرقمية إلى حد كبير جداً.
هل يمكن استخدامه خارج العملات الرقمية ؟
بالطبع، يمكن استخدام البلوك تشين في العديد من المجالات المختلفة كالتعليم، والرعاية الصحية، والعقارات وغيرها.
ومن أبرز استخدامات البلوكتشين:
∙ البيانات والسجلات الحكومية.
∙ إدارة الهوية الرقمية.
∙ الخدمات المصرفية والنظام المالي.
∙ سلاسل التوريد.
∙ الرعاية الصحية.
∙ التصويت الإلكتروني.
أبرز المخاطر والتحديات لتقنية البلوكتشين:
1- مقياس القابلية للتوسع.
2- المخاوف الأمنية.
3- غياب التنظيم والتشريعات.
4- القبول العام والتبني.
5- التقلبات العالية في قيمة العملات الرقمية.
6- الاحتيال الإلكتروني.
نظرة عامة على مستقبل البلوكتشين والعملات الرقمية:
كما قد تحدثنا أن هذه التقنية تعمل على إحداث تحول بطرق متنوعة بمختلف الصناعات، ومع إحراز التقدم والانتشار الكبير لهذه التقنية، سيكون هناك تغير في أعمالنا كافة وأسلوب حياتنا.
وفيما يلي بعض التنبؤات المستقبلية لتقنية البلوك تشين:
1- توزيع البيانات الحكومية: فمن المرجح أن تبدأ الحكومات بتنفيذ أنظمة DLT التي ستحل مكان الأنظمة الورقية.
2- الشفافية الأكبر بين الصناعات: فمن المرجح أن يكون هناك بلوكتشين واحد سيتم مشاركته بين الصناعات المختلفة.
3- العملة المشفرة التي ستصدرها المؤسسة: من المرجح تحول الحكومات من العملة الورقية إلى العملة المشفرة لعدد من الأسباب.
4- الاقتصاد العالمي عبر البلوك تشين: مع استمرار نضج التقنية من المرجح أن يكون لها تأثير كبير على الأعمال والمجتمع.
وأخيراً وبعد كل ما اطلعنا عليه من معلومات عن تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية، يراود الأذهان الكثير من الاستفسارات حول المستقبل مع هذه التقنيات، فهل حقاً ستخلق عالم جديد كلياً؟ وهل المستقبل آمن أم أنه محمل بالكثير من المخاطر؟ لا بد وإن الإجابة ستتمركز فقط لمن هم صنّاع القرار !