أطلقت آبل معالجها الجديد M3 Ultra وسط توقعات كبيرة حول الأداء الفائق والتحسينات التي قد تجعل منه الخيار الأمثل للمحترفين والمبدعين. مع الإعلان عن هذا المعالج، بدأت المقارنات مع معالج M4 Max الذي أثبت كفاءته العالية في الاختبارات السابقة. ومع ذلك، يبدو أن الفجوة بين المعالجين ليست بقدر ما كان يتوقعه البعض، حيث أظهرت الاختبارات أن التحسينات طفيفة وليست قفزة نوعية.
في اختبار الأداء عبر منصة Geekbench 6، سجل M3 Ultra نتيجة 27,749 نقطة في الأداء متعدد الأنوية، متفوقًا بنسبة 8% فقط على M4 Max الذي كان يحقق أداءً مذهلًا بدوره. هذه النتيجة تثير تساؤلات حول مدى استحقاق الترقية، خاصة أن M4 Max لا يزال يقدم تجربة قوية في معظم السيناريوهات العملية. عند النظر إلى أداء وحدة المعالجة المركزية، نجد أن الفارق ليس كبيرًا بما يكفي ليبرر استبدال M4 Max، إلا إذا كان المستخدم بحاجة ماسة إلى أقصى قدرة حوسبية متاحة.
ورغم أن أبل تشير إلى أن M3 Ultra يقدم ضعف الأداء مقارنة بـ M4 Max في المهام التي تستفيد من العدد الكبير من الأنوية، إلا أن هذا ينطبق فقط على سيناريوهات محددة مثل عمليات التصيير ثلاثي الأبعاد، معالجة الفيديو عالي الدقة، وبعض المهام المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق. أما بالنسبة للمستخدم العادي أو حتى المحترف في مجالات مثل البرمجة أو تعديل الصور والفيديو، فقد لا يكون هناك فرق جوهري في الأداء اليومي يبرر الترقية.
جانب آخر يجب مراعاته هو كفاءة استهلاك الطاقة، حيث يُتوقع أن يكون M3 Ultra أكثر كفاءة مقارنة بـ M4 Max بفضل تحسينات البنية الداخلية، مما يعني أداءً أعلى في ظل استهلاك طاقة مماثل أو حتى أقل. لكن مرة أخرى، هذه الفروق قد لا تكون ملحوظة إلا في الاستخدامات المكثفة والطويلة الأمد.
إذا نظرنا إلى تكلفة الترقية، فسنجد أن الاستثمار في M3 Ultra سيكون ذا قيمة فعلية فقط لمن يحتاج إلى أقصى قوة معالجة ممكنة، مثل محترفي المونتاج وصناع المحتوى الذين يتعاملون مع مشاريع ضخمة. أما بالنسبة لمن يستخدم M4 Max في المهام التقليدية، فقد يكون من الأفضل الانتظار حتى الجيل القادم الذي قد يقدم قفزة أكبر في الأداء.
القرار النهائي يعتمد على احتياجات المستخدم الفعلية، فإذا كنت تعتمد على الأداء الفائق في عملك اليومي وتحتاج إلى أسرع معالج ممكن، فقد يكون M3 Ultra خيارًا جيدًا. أما إذا كان M4 Max لا يزال يؤدي جميع المهام المطلوبة بكفاءة، فمن الأفضل تأجيل الترقية والانتظار لرؤية التحسينات المستقبلية التي قد تكون أكثر جدوى.